"سبايك" Spike هو تطبيق تخرّج من مسابقة الشركات العربية الناشئة التي ينظّمها منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي، وهو يعالج مسألة صحية عامة تصيب مئات ملايين الناس حول العالم. فيعمل كمساعد لمرضى السّكري وجهاز لإدارة الأنسولين ذاتياً. وبالتالي يساعد التطبيق مرضى السّكري على تحسين عملية إدارتهم للمرض.
حلّ "سبايك" في المرتبة الثانية في مسار الأفكار بالدورة الـ11 من مسابقة الشركات العربية الناشئة التي نُظّمت في عُمان في 19 نيسان/أبريل 2018. وأسسه الشاب اللبناني زياد علامة البالغ من العمر 24 عاماً. وهو يقترح على المستخدم خيارات طعام ويذكّره بمواعيد الأدوية ويسجّل جميع هذه التفاصيل ويشاركهم مع طبيبه والمقرّبين منه.
وفي مقابلة مع فريق منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي قال علامة "لدينا قناعة بأنّ مرضى السّكري لا يجب أن يواجهوا مصاعب في التعامل مع حالتهم الصحية. لذلك نحن هنا لنخرج لهم بحلول تساعدهم على مراقبة صحتهم وعيش نمط حياة صحي عبر تطبيق الهاتف الذي نقدّمه لهم وملحقاته".
ويشير أطلس الاتحاد الدولي للسكري في نسخته الثامنة إلى أنّ حوالي 38.7 مليون شخص بين العشرين والـ79 من العمر مصابون بالسكري في الشرق الأوسط عام 2017. وحوالي نصف هؤلاء (49.1%) لم تُشخّص إصابتهم بالمرض بعد والثلثان (67.3%) يعيشون في مناطق حضرية.
كيف ولدت فكرة "سبايك"
جاءت فكرة علامة من معاناة شخصية، إذ شُخّصت إصابته بالسكري وهو في الـ17 من عمره. ويقول عن ذلك "كان صعباً عليّ أن أصدّق ذلك نظراً إلى أنّه لم يكن لديّ تاريخ طبي سيئ. والأصعب والمحبط كان إدارة هذا المرض حيث كان عليّ تناول ثمانية أدوية، كلّ واحد منها في وقت مختلف لذلك أصبح جدولي اليومي حافلاً. ومن هنا أتت فكرة التطبيق أي من معاناتي اليومية في مراقبة مرضي وضمان تناولي الأدوية في مواعيدها".
كان علامة طالب برمجة في الجامعة العربية المفتوحة في بيروت حين بدأ العمل مع شركات ناشئة مثل "زومال" Zoomal و"غيفينغ لوب" GivingLoop. وفي نهاية عام 2017، وبعد العمل كمطوّر مع 11 شركة ناشئة، انكبّ علامة على بناء تطبيق لمرضى السكري لحفظ قائمة أدويتهم ووضع تنبيهات لتذكيرهم بتناولها. بالإضافة إلى ذلك، ينسق تطبيقه الأدوية مع الأنشطة اليومية، مثل اختيار الوجبة المناسبة. وفي الواقع، يربط التطبيق المستخدم بـ140 مليون مطعم في العالم ويتيح تخصيص خيارات الوجبات حسب الطلب بناء على قائمة الطعام في المطعم الذي يزوره المريض. وفي غضون ستة أشهر فقط، قام علامة وفريقه - المكوّن من ثمانية أشخاص - ببناء نموذج جهاز أولي، قبل أن ينتقلوا من جهاز إلى حل برمجي، وأنشأوا تطبيقين لـIOS وأندرويد. وتوجّه علامة لاحقاً إلى وادي السيليكون لمدة أسبوعين حيث جمع رأسمال تأسيسياً بقيمة 50 ألف دولار.
ولكن بالطبع واجه علامة تحديات أثناء بناء "سبايك"، ويشرح أنّ التحدّي الأكبر كان "تقديم تطبيق عالمي يكون بسيطاً ويتضمّن أقل مستوى من التفاعل من المستخدم وفي الوقت نفسه الحفاظ على خصوصيته والالتزام بقوانين متجر التطبيقات. وبعد الكثير من البحث، استطاع فريقنا تحسين تجربة المستخدم والقدرة على تصفّح التطبيق".
ما هي الخطوة التالية؟
"سبايك" حالياً مجاني ولكنّ سيصبح مدفوعاً في الفصل الرابع من العام الحالي. ولدى التطبيق اليوم 600 مستخدم عالي التفاعل من دون أي إنفاق على الإعلانات. وعُرض لأول مرة في الولايات المتحدة ولبنان وألمانيا وسلوفينيا ويتوجّه اليوم إلى بلدان جديدة بدءاً بالمملكة المتحدة وصولاً إلى دول أوروبية أخرى. وفي الوقت نفسه، يعمل فريق "سبايك" على بيع حزمات كبيرة لشركات تأمين كي تعرض التطبيق على عملائها كنوع من الحافز.
ما الخاص في مسابقة منتدى MIT للشركات العربية الناشئة؟
بلغ علامة نصف النهائي في مسابقة الشركات العربية الناشئة مرتين حيث شارك في المنافسة كعضو في شركات ناشئة أخرى. وفاز في المرة الثالثة حين أزاح الستار عن فكرة "سبايك". ويقول رداً على سؤال عن تجربته تلك "قابلت أعضاء لجنة تحكيم ومرشدين ممتازين قدموا لي نصيحة قيّمة غيرت جذرياً بعض خططي. فإذا شاهدتم عروضي لا بدّ أنكم لاحظتم فرقاً كبيراً بين العرضين الثاني والثالث! وهذا بفضل أعضاء لجنة التحكيم الذين قدموا لي نصائح مذهلة لجعل فكرتي أكثر جاذبية للمستثمرين. فعلى سبيل المثال، نصحني أحد أعضاء لجنة التحكيم بأن أركّز بشكل أكبر على الفرصة والجانب العملي في المشروع، بدلاً من نقص الدعم المناسب لمرض السكري. وسمحت لنا الجائزة النقدية بتمويل عمليات انطلاق الشركة لثلاثة أشهر. كما التقينا أيضاً بالعديد من أصحاب رؤوس الأموال المخاطرة الذين نتعامل معهم بشكل نشيط في الوقت الحالي".