ليس من المفاجئ أنّ الوصول المتكافئ إلى الفرص التعليمية يساعد المجتمعات الأقل حظوة لا سيّما اللاجئين، في تحسين نوعية حياتها. وتحت مظلة برنامج التعليم المفتوح التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي يتخذ لنفسه مهمّة تحويل التعليم والتعلّم في المعهد وحول العالم من خلال الاستخدام المبتكر للتكنولوجيات الرقمية، انطلقت عدة مبادرات بهدف توفير فرص تعليمية لمجتمعات النازحين، وعلى وجه الخصوص مبادرة MIT ReACT.
احتفلنا بالفائزين بمسابقة "ابتكر من أجل اللاجئين" وهي من المسابقات الرئيسية لمنتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي والمتخرجين الأوائل من برنامج MIT ReACT للكومبيوتر وعلوم البيانات في عمّان الأسبوع الماضي. وكجزء من الفعالية، كان لنا شرف الترحيب بسانجاي سرما نائب رئيس برنامج التعليم المفتوح في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي ألقى كلمة رئيسية شرح فيها كيفية التعلّم والنسيان وعن التطبّع والفضول والاهتمام والممارسة. وكان لنا لقاء مع البروفيسور سارما لسؤاله عن التعلّم باستخدام المصادر المفتوحة والتقنيات التي تُحدث حالياً ثورة في التعليم.
*تم تحرير الإجابات بشكل طفيف بغرض الاقتضاب من دون التأثير على المعنى أو المضمون.
السؤال الأول: كيف تعتقدون أن التعلّم باستخدام المصادر المفتوحة يمكنه أن يعبّد الطريق نحو وصول متكافئ إلى المعلومات والمعرفة؟
سانجاي: في الماضي، كان سائداً أن المعرفة تنتمي إلى بعض الأشخاص دون غيرهم ولكن المصادر المفتوحة غيّرت ذلك لأنها جزء من المشاع العالمي للجنس البشري.
السؤال الثاني: هل يمكنك إخبارنا المزيد عن تأثير مبادرات التعلّم باستخدام المصادر المفتوحة والتعلّم من الأقران؟
سانجاي: بلغ التعلّم باعتماد المصادر المفتوحة سواء عبر أكاديمية خان أو MIT Open Source، حرفياً مئات الملايين من الأشخاص. وأحد الأمور التي نعرفها من علوم التعلّم أنه من السهل على المرء أن يتعلّم من شخص أقرب من مستواه، منه من خبير أعلى شأناً. بالنسبة إليّ، هذا الأمر يشكل ثورة في عالم التعلّم.
السؤال الثالث: تتحدثون عن إمكانات التكنولوجيا في إحداث ثورة في التعليم غير أنه في العديد من أجزاء العالم، تبقى الأمية (إن لم نقل الوصول إلى الإنترنت والعالم الرقمي) عقبة أساسية أمام العديد من المجتمعات لا سيما اللاجئين والنازحين. فكيف تعتقدون أن التكنولوجيا قادرة على التخفيف من حدة هذا الوضع بشكل خاص؟
سانجاي: حين تصبح التكنولوجيا، مثل الاتصال بالإنترنت، متاحة بشكل كبير، يمكنها أن تستخدم لأمور أخرى; للتجارة والدفع وشراء السلع إلخ... ما يحصل هو أن التكنولوجيا مثل الهواتف الذكية سوف تنتشر بفضل ذلك. هنا يصبح التعليم متاحاً مجاناً.
السؤال الرابع: ما رأيكم بمبدأ الاعتماد على غوغل حين نواجه أمراً لا نعرفه؟
سانجاي: أنا أعتقد أن ذلك أمر رائع! ولكن يجب أن نكون حذرين لأننا يمكن أن نحصل على معرفة سطحية أو حتى خاطئة. لذلك فبالإضافة إلى البحث عن أمر ما على غوغل، يجب أن يكون لدينا حدس داخلي حيال كيفية تفسيره وحيال ما علينا أن نركّز عليه.
السؤال الخامس: ... وهل ترون أن استعمال غوغل يسلك الاتجاه الصحيح بالطريقة التي يقدم فيها المعلومات والمعرفة للمستخدمين؟
سانجاي: أعتقد أن الأمر أفضل من طرق أخرى لأن المشكلة أن المعلومات التي قد تنتشر قد تكون أيضاً معلومات خاطئة. والإعلام الاجتماعي هو مكان يمكنه إتاحة انتشار أية معلومات. غوغل هو محرّك بحث وليس منصة اجتماعية لذلك لديه خوارزميات لغربلة المعلومات الصحيحة وفيسبوك أيضاً يحاول فعل ذلك وهما يتحسّنان في هذا المجال. كما أن المعرفة يمكن أن ينظر إليها من مناظير مختلفة وعلينا أن نفسّرها وليس أن قبلها كما هي (حفظاً لماء الوجه).
السؤال السادس: مع تحوّل المزيد من الأمور التي كان الأستاذ الجامعي يفعلها إلى أمور آلية ورقمية... أين وماذا ترون أساتذة الجامعات يفعلون بعد خمسين عاماً من الآن. هل وجود مجمّع جامعي سيكون ضرورياً؟ ماذا سيكون الدور الجديد للأستاذ الجامعي؟
سانجاي: آمل ذلك! فالأساتذة اليوم يقفون على المنبر ويتكلّمون بينما الطلاب نائمون. سيكون من الرائع لو استطعنا تجاوز ذلك. برأيي، إن الخبراء أو الأساتذة أو المدربين أفضل حالاً حين يتفاعلون مع الناس ويساعدونهم ليكونوا أفضل. والأساتذة أنفسهم يتعلمون من ذلك ويحسّنونه. يجب أن يكون لدينا مقاربة أكثر تكاملاً بكثير للتعليم وليس مقاربة يكون فيها الأستاذ مجرّد شخص يقوم ببث المعلومات. أعتقد أن التكنولوجيا سوف تساعد في ذلك.
السؤال السابع: كيف تعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يؤثر على الدروس الجماعية الإلكترونية مفتوحة المصادر لا سيما حين يتعلق الأمر يتكييف نماذج الدروس بناء على حاجات التعلّم الفردية؟
سانجاي: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات مثل هذه ستجعل هذه الدروس أكثر تفاعلية. ولكننا لم نصل إلى ذلك المستوى بعد، يمكننا تخيّل مدرّس أو مدرّسة يحاول أن يفهم كيف يمكن أن يسيء طالب فهم موضوع ما. ومع تطور الدروس عبر الإنترنت، يحتاج الأساتذة إلى الارتقاء بأسلوبهم ليرفعوا قيمتهم في المجال.
السؤال الثامن: هل تعتقدون أننا ما زلنا بحاجة لمسابقات مثل "ابتكر من أجل اللاجئين" أم تعتقدون أن علينا أن نقوم بشيء آخر؟
سانجاي: أعتقد أن ما نحتاجه أكثر من أي شيء آخر هو أن نعترف بالإمكانات البشرية. فاللاجئون من لحم ودم مثلنا جميعاً، ولكنهم واجهوا وقتاً عصيباً وحظاً عسيراً. نريد منهم أن يفهموا ما هي إمكاناتهم والتفاعل البشري والتدريب هما طريقة لجعل الناس يستخدمون قدراتهم. نحنا جميعاً متشابهون ونحتاج أن نعترف بتشابهنا وبقدراتنا لذلك أنا في منتهى السعادة لأني حضرت هذه الفعالية.