في مدينة نشيطة كدبي، لا تسير الصحة وإدارة الوقت بشكل متوازٍ: فالعادات الغذائية غير الصحية وغياب النشاط البدني ـ علماً أن التمارين في الهواء الطلق مستحيلة في ظل الحرارة الحارقة ـ هي أمور شائعة في هذه المدينة التي تشبه وعاء للانصهار. ولكن في الوقت نفسه، لا يتجاوز سعر وعاء صحي من الخضار والفاكهة الطازجة سعر وجبة سريعة غير صحية ولكن مريحة للموظفين الكثيري الانشغال.
وبحسب معهد القياسات الصحية والتقييم Institute for Health Metrics and Evaluation ، تعتبر أمراض القلب والسكري، المرتبطة بالعادات الغذائية السيئة، من بين الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
بناء على هذه المعطيات حشدت أخصائيتا التغذية ماريا أبي حنا ونادين طيّارة قواهما مع رائد الأعمال التسلسلي محمد جهماني لإنشاء "بلوتوس" Plotos وهو تطبيق للهاتف المحمول وموقع إلكتروني يمكّنان سكان دبي طلب خيارات صحية من الطعام من مطاعم ومحلات بقالة في المدينة.
"بلوتوس" التي يعني اسمها "ثروة" باللغة اليونانية كانت بين الفائزين العشرة في مسابقة الشركات العربية الناشئة التي ينظمها منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي. وأطلق التطبيق في نيسان/أبريل 2017 بهدف ردم هوة موجودة في السوق والقيام بدور المنصة التي توجّه الناس إلى خيارات صحية من مطاعم دبي.
وتقول أبي حنّا: "كأخصائية غذائية، أنصح زبائني ببرامج غذائية محددة. ومع الخبرة أدركت أن العديد من الناس الذين يناضلون لتخفيف وزنهم ليس لديهم الوقت لتحضير وجباتهم. كما أن غالبية الناس في دبي يلجأون إلى طلب الطعام أو الأكل في الخارج بدلاً من الطبخ في البيت".
دراسة متأنّية لقوائم الطعام في المطاعم
تتخذ "بلوتوس" لنفسها مهمة إتاحة الطعام الصحي للجميع بأسعار مقبولة، لذلك أقامت خلال فترة عام شراكات مع 50 مطعماً ومتجر بقالة في دبي لتوصيل الوجبات والمنتجات الصحية.
وخلال هذا العام، أصبح لدى التطبيق 700 مستخدم ناشط. وتشرح أبي حنّا قائلة "لا نقوم ببساطة بإضافة المطاعم والمتاجر إلى التطبيق بل نعمل معها وندرس قوائم الطعام لديها ومكوّنات الوجبات ونوافق على وصفات ومنتجات صحية حصرياً للتطبيق".
تستهدف "بلوتوس" مجموعات مثل الأمهات لأنهن عادة يحرصن على تأمين الغذاء الصحي لأسرهن، والأشخاص الذين يعيشون بمفردهم وتتراوح أعمارهم بين 25 و35 والمدارس.
تعتقد أبي حنّا أنه من المهم لأي تطبيق للعناية الصحية والرفاهية أن ينشأ بناءً على فهم وصورة واضحة عن الزبائن الحاليين والمحتملين. أما العائدات فتتحقق عبر الحصول على نسبة من كل عملية شراء من أي مطعم أو محل بقالة.
هل تعيد "بلوتوس" اختراع العجلة؟
لدى سؤالها عن التحدي الأكبر الذي واجه "بلوتوس" لدى إطلاقها، تشرح أبي حنّا أنه عدم فهم الناس للفرق بين التطبيق وتطبيقات توصيل الطعام مثل "دليفيرو" Deliveroo أو "أوبريت" Ubereat. وتشير إلى أنه "الآن، أرسينا مكانتنا كتطبيق للوجبات الصحية فقط ونقوم ببناء نظام لاكتساب الزبائن عبر استراتيجيا للتسويق عبر الإنترنت وحملات عبر البريد الإلكتروني".
يختلف "بلوتوس" أيضاً عن تطبيقات أخرى في هذا المجال في أنّ الفريق المؤسس يضم أخصائيتي تغذية وضعتا نصب عينيهما هدف تثقيف الناس حول الصحة والرفاه وتجريان بشكل مستمر ورش عمل حول الأكل العاطفي.
أما نصيحة أبي حنّا لرياديين يتحضرون لإطلاق تطبيق للهاتف فهي أن "يحرصوا على حل جميع المشاكل التقنية الممكنة قبل الإطلاق لأن مثل هذه المشاكل تحصل دائماً".
الخطط المقبلة
منذ 18 شهراً تموّل "بلوتوس" نفسها بنفسها. واليوم بدأ الفريق جمع التمويل والبحث عن مستثمرين وذلك عبر التشبيك والتواصل خلال فعاليات مثل فعاليات منتدى MIT لريادة الأعمال. وتقوم الخطة الآن على جمع 500 ألف دولار أميركي لإجراء تحسينات تقنية وإطلاق تطبيق محسّن (يحل مكان القديم) بناء على آراء المستخدمين وتطوير خوارزميات جديدة والتسويق على شبكات الإعلام الاجتماعي.
يخطط المؤسسون أيضاً لتوظيف فريق تسويق متكامل. وتقول أبي حنّا إن "الهدف المباشر هو إطلاق تطبيق جديد في آب/أغسطس المقبل والتوسّع إلى أبو ظبي خلال ستة أشهر". وتضيف أن "جميع المسائل المرتبطة بالتكنولوجيا نفّذها فريقنا لذلك بإمكاننا التوسّع والانتقال إلى بلد آخر بسهولة. وبإمكاننا أيضاً بيع المنصة نفسها".