"ماي كي" Myki هي شركة ناشئة رائدة في الأمن الإلكتروني انطلقت عام 2016 وأنجزت مؤخراً جولة تمويل ناجحة من الفئة "أ" بقيمة 4 ملايين دولار. في هذه المقالة، نسأل المؤسّسين عن خططهما للنمو والتحديات التي يواجهانها وعن نصائحهما لرواد الأعمال الصاعدين.
أظهر مسح أجرته "بي دبليو سي غلوبل ستيت أوف إنفورمايشن سكيوريتي" PwC Global State of Information Security® Survey عام 2006 شمل 10 آلاف شركة في 127 بلداَ حول العالم تدنياً في مستوى الوعي لدى المستخدمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحقهم في الخصوصية على الإنترنت. وبحسب نتائج المسح، فإن "37% فقط من الشركات في المنطقة لديها برنامج أمني وتدريبي شامل (مقارنة بـ53% عالمياً) و32% فقط من الشركات تفرض على موظفيها إجراء تدريب على سياسة وممارسات الخصوصية مقارنة بـ55% عالمياً".
لهذا السبب تضع شركة "ماي كي" في رأس أولوياتها، منح المستخدمين الأدوات اللازمة لتمكينهم من حماية أمنهم الإلكتروني. فالشركة الناشئة عيّنت نفسها كسفيرة ناشطة في هذا المجال عبر تزويدها المستخدمين بالأدوات والتقنيات المناسبة لإدارة بياناتهم الحساسة وحمايتها في وقت يشهد الفضاء الإلكتروني اختراقات هائلة للبيانات.
اختيرت "ماي كي" في أيلول/سبتمبر 2016، كجزء من وفد الشركات الناشئة العربية المشارك في برنامج منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي في وادي السليكون الذي شاركت خلاله أيضاً في "معركة تك كرانش ديسرابت" TechCrunch Disrupt Battlefield. ومنذ انطلاقها رسمياً في ذلك الوقت، تحتل "ماي كي" العناوين وتلفت الأنظار إلى إمكانياتها الهائلة كمزوّد رائد لحلول إدارة وحماية الهويّة الإلكترونية.
أسس "ماي كي" أنطوان فينسنت جبارة وبريسيلا إلورا شاروق، لتقدّم حلاً مبتكراً لإدارة وحماية كلمة المرور يلغي المخاطر المرتبطة بالتخزين على السحابة cloud من خلال حماية كلمة المرور والبيانات الحساسة خارج الشبكة. فخدمة إدارة وتوثيق كلمة المرور خارج الشبكة Offline Password Manager & Authenticator من "ماي كي"، تمنح المستخدمين سيطرة كاملة وآمنة على تخزين كلمات المرور وعلى الأسرار التي تحتاج عنصرين للمصادقة Two-Factor Authentication (2FAوبطاقات الدفع والأوراق الآمنة وبطاقات الهوية الحكومية من دون اللجوء إلى السحابة.
وتقول بريسيلا شاروق المؤسسة الشريكة ومديرة العمليات لـ"ماي كي" "نحن ننشر الوعي لجيلنا ونعتقد أن الجميع يجب أن يزوّد بشكل دائم بالمعلومات المحدّثة اللازمة لتفادي التهديدات والقرصنة المحتملة".
أقامت "ماي كي" شراكة مع لاعبين رئيسيين في عالم التقنية والشركات الناشئة لتعزيز الوعي حول الأمن الإلكتروني. ومن خلال مدوّنة متخصصة، تقدّم الشركة آراء ومعلومات سهلة ومختصرة حول الأمن الإلكتروني لنشر الوعي حول أهمية استخدام تقنية مناسبة لإدارة كلمات المرور وحماية البيانات خارج الشبكة.
الريادة والطموحات العالمية تقودان إلى جولة تمويل من الفئة "أ"
في مطلع أيلول هذا العام، ضمنت الشركة الناشئة جولة تمويل من الفئة "أ" بقيمة 4 ملايين دولار من كبار المستثمرين في المنطقة: "ليب فنتشرز" Leap Ventures و"بيكو كابيتال" Beco Capital و"بي دبليو واي فنتشر بارتنرز" B&Y Venture Partners. وعن الدافع وراء قرار الاستثمار في الأمن الإلكتروني لأول مرة، يقول أمير فرحة، الشريك الإداري في "بيكو كابيتال" إن المجموعة تستهدف أسواقاً كبيرة و"الأمن الإلكتروني فضاء كبير وينمو بسرعة". وبحسب فرحة، أثبت الفريق المؤسس لـ"ماي كي" قدرته على التعلّم بسرعة وتركيز جهوده على مشكلة معيّنة تتم معالجتها لدى مزوّدي الخدمات الموجّهة Managed Service Providers. ويشرح فرحة: "نستثمر في مؤسسين استثنائيين لديهما إمكانيات هائلة. فأنطوان وبريسيلا لديهما هذه الصفات ويتمتعان بطموح كبير".
وتشرح هلا فاضل، المؤسسة والشريكة الإدارية في "ليب فنتشرز" أن "العمل الشاق والرائد الذي تبذله ‘ماي كي’ وطموحاتها العالمية هما ما دفعا الصندوق الاستثماري الذي يتخذ من بيروت مقراً له للاستثمار في الشركة الناشئة".
ورداً على سؤال عمّا تعتبره منهجية خالية من المخاطر للشركة الناشئة لتحقيق الاستدامة المالية لأعمالها، تشرح فاضل أن على الشركات الناشئة أن "تراقب المقاييس الرئيسية من البداية وأن تستعمل الأدوات المالية المناسبة لفعل ذلك".
حول استراتيجيات النمو والتحديات الأخرى
تشير شاروق إلى أن "تحدياتنا أيضاً هي أكبر مكافآتنا عندما نتغلب عليها". فالتوسّع في الأسواق الجديدة يشكّل تحدياً كبيراً بالنسبة إلى الشركة الناشئة مع تخطيطها لتوسيع العمليات في الولايات المتحدة. وتشير المؤسسة المشاركة أيضاً إلى مسألة توظيف المواهب المناسبة، كتحدٍّ كبير في ما يخص المهارات والثقافة. وتنصح الجيل المقبل من رواد الأعمال بالبحث عن أشخاص يشاركونهم رؤيتهم ويكونون مصمّمين على العمل على خلق قيمة للمستخدمين النهائيين بشكل يومي.
وتشدد شاروق على الحاجة إلى الحفاظ على الاتّساق بغض النظر عن الأهداف. وتشرح: "نحن مؤمنون بشدة بأن الانتصارات الصغيرة تبني الصورة الكبيرة ولهذا السبب تعتبر روح الفريق مهمة بقدر أهمية أهداف النمو".
ولدى سؤالها عن نصائحها للشركات الناشئة حول بناء استراتيجيات ناجحة للنمو بعد التمويل، تشرح شاروق أن "القوة الحقيقية لإستراتيجية النمو هي بالتأكيد القدرة على التوفيق بين الأهداف والتحديات معاً ومعرفة موعد تفويض المهام لفريقك".
وتسرد كيف يركز فريق "ماي كي" جهوده على هدف مشترك يتم تطويره ورعايته لزيادة فرص النمو إلى أقصى حد.
وتابعت شاروق قائلة: "اليوم، مع وجود أكثر من 270 ألف مستخدم في جميع أنحاء العالم وقاعدة مستخدمين سريعة النمو، من الأسلَم أن نقول إننا في موقع جيد للتعامل مع احتياجات إدارة الهوية والأمن الإلكترونيين وحمايتهما ومخاوف المستهلكين والشركات على حد سواء".
ولم يسبق أن تمكّنت "ماي كي" من قبل من جذب هذا الاعتراف العالمي حيث تم اختيارها كواحدة من "أفضل منصات حماية كلمات المرور لعام 2018" من قبل "ماك ماغ" PCMag وكواحدة من "أقوى منصات حماية كلمات المرور" من "آبل" Apple. كما أدرجت في قائمة فوربس لـ"أفضل 100 شركة ناشئة" لمدة عامين متتاليين، ومؤخراً حصلت "ماي كي" على جائزة "أفضل حل مبني على برنامج كخدمة SAAS" في مهرجان "إس أم بي تيك فست" SMB TechFest في كاليفورنيا من قبل خبراء في القطاع.
تواصل عائلة "ماي كي" النمو مع المكاتب الجديدة التي افتتحتها في مدينة نيويورك ومع توظيفها مواهب من جميع أنحاء العالم للمساعدة في بناء مستقبل الهوية الرقمية.