احتفالاً بالنسخة الثانية عشرة من مسابقته الرئيسية "مسابقة الشركات العربية الناشئة"، أطلق منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي بالتعاون مع "رولان بيرجيه" تقريراً شاملاً يقيّم الدور الكبير الذي يقوم به المنتدى في تمكين الشركات الناشئة وتعزيز البيئة الحاضنة لريادة الأعمال والابتكار.
أطلق التقرير في مؤتمر المسابقة وحفل الجوائز اللذين انعقدا في بيروت في آذار/مارس الماضي، وجذبا أكثر من 900 شخص بين رواد أعمال وأعضاء لجان حكم ومرشدين وشركاء وإعلاميين وشركات ناشئة وأشخاص شغوفين بالتكنولوجيا وغيرهم.
بدأت المسابقة بشكل متواضع عام 2006، وتطورت لتصبح أحد أكثر برامج الشركات الناشئة تأثيراً في العالم العربي والأكبر لجهة عدد المتقدمين ونوعية الشركات الناشئة والأفكار المشاركة والشركاء وأعضاء لجان الحكم والمرشدين المشاركين.
جذبت النسخة الأولى من المسابقة 247 طلب مشاركة وهو عدد ارتفع بواقع ألف طلب سنوياً أي بمعدل 21% في السنة. ويأتي المؤسسون من شتى البلدان العربية، 60% منهم مصريون ولبنانيون وسعوديون وأردنيون.
12 عاماً من التأثير
أنتجت المسابقة طيلة أكثر من عقد من الزمن كمّاً هائلاً من البيانات التي حين خضعت للدراسة قدّمت معلومات هامّو عن جوانب عديدة في القطاع. فخلال السنوات الماضية، ومن خلال مقارنة مواقع تواجد رواد الأعمال وتركيبتهم الديمغرافية ومجالات اهتمامهم، ظهرت بعض الاتجاهات. لذلك أجرينا مسحاً موسّعاً طيلة شهرين وجمعنا آراء وبيانات من شركات ناشئة مختارة شاركت في مسابقة الشركات العربية الناشئة.
وبدعم من شريكنا في المعرفة "رولان بيرجيه"، درسنا بتأنِّ تأثير المسابقة على الشركات العربية الناشئة وتأثير الشركات بدورها على الاقتصاد العربية الكلّي. وأتاحت الدراسة لنا أيضاً أن نرصد مشاركة النساء والاتجاهات البارزة في القطاع والمراكز الناشئة الداعمة لازدهار الشركات الناشئة.
ويؤكد التقرير بكل فخر بأن المسابقة ساهمت بـ415 مليون دولار في الاقتصاد العربي الكلّي عبر الشركات الناشئة التي تطورت أثناء مشاركتها في المسابقة وبـ14 ألف وظيفة جديدة. وأشار رواد الأعمال إلى أن أرقام التوظيف ارتفعت بعد المشاركة في المسابقة. ورغم وجود العديد من العوامل وراء الزيادة، لعلّ سببها الرئيسي هو توسيع عمليات الشركات الناشئة وتأثيرات الشبكة نتيجة زيادة الإضاءة عليها خلال المسابقة. ومع تزايد نضوج البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في المنطقة، من المتوقع ألاّ يقتصر التأثير على زيادة عدد الوظائف الجديدة بل أن تتحسّن نوعيتها وتزيد استدامتها.
ترصد الدراسة زيادة مشاركة النساء كمؤسِّسات وكأعضاء في الفرق. فلوحظ وجود المزيد من النساء بين المشاركين والفائزين، ما يسلّط الضوء على قيادة نسائية أقوى في البيئة الحاضنة لريادة الأعمال. ونحن فخورون بأن نعلن أن 51% من الفرق المتأهلة إلى نصف النهائي من المسابقة تضم امرأة واحدة على الأقل في موقع قيادي وأن 48% من الفرق الفائزة في النسخات الـ11 تقودها نساء.
لاحظ التقرير أن مجالات جديدة من الاهتمام تكسب زخماً. فقد ارتفع عدد الشركات الناشئة التي تعمل في مجال التقنيات الرقمية والناشئة في السنوات القليلة الماضية. وعام 2010، بدأت شركات ناشئة في مجالات التكنولوجيا المالية والرقمية والتجارة الرقمية والأمن الإلكتروني بالظهور لتشكّل 3% من مجموع طلبات المشاركة في مسابقة الشركات العربية الناشئة. وهذا العام، شكّلت الشركات التي تعمل في هذه المجالات 32% من مجموع الطلبات. كذلك كان ملفتاً ازدياد الاهتمام بالتكنولوجيا الخضراء أو الصديقة للبيئة حيث سجّل ارتفاع سنوي بنسبة 24% في عدد الشركات الناشئة والأفكار في مجالات الطاقة والخدمات البيئية وتكنولوجيا المياه والتكنولوجيا الخضراء.
التعريف بمؤشر نضوج ريادة الأعمال العربية
يعرّف التقرير أيضاً بمؤشر نضوج ريادة الأعمال العربية وهو مؤشر مختلط يقيّم حالة البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في كل بلد عربي، مركزاً على ستة مجالات حساسة: البيئة التحتية المحلية ورأس المال البشري والمعرفة العملية والتمويل وتأسيس الشركات وعملياتها.
ويستفيد المؤشر من بيانات متوفرة بشكل علني ليقدّم نظرة شاملة عن البيئة الحاضنة، مسلطاً الضوء على الجاذبية الشاملة وسهولة تأسيس الشركات وتشغيلها في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقي. ويظهر الرسم في الأدنى أن دول مجلس التعاون الخليجي هي الأفضل أداء حيث سجّلت الإمارات العربية المتحدة علامة عامة بلغت 3.8 (من أصل 5.0) بفضل سهولة تأسيس الشركات والبنية التحتية المحلية المتينة.
يأتي التقرير ونتائجه الملفتة كإعادة تأكيد على التزام منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي بمواصلة توسيع تأثيره في الفترة المقبلة. فطموحات المنتدى حيال البيئة الحاضنة لريادة الأعمال لا حدود لها. وفي حين يعتمد نجاح البيئة الحاضنة على الجهود الجماعية لجميع أصحاب المصلحة والمؤسسات المعنية، فإن منتدى MIT لريادة الأعمال ملتزم بتشكيل ودعم أسس ريادة الأعمال في العالم العربي.